نظرية باندورا للتعلم الاجتماعي: أهمية دور الملاحظة في تشكيل شخصية الطفل
نظرية التعلم الاجتماعي لباندورا تركز على كيفية تعلم الأطفال من خلال ملاحظة وتقليد سلوكيات الآخرين وتكرارها، سواء كانت سلوكيات إيجابية أو سلبية. خاصة النماذج المهمة في حياتهم مثل الوالدين أو المربين حيث تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل سلوك الطفل. وأن التعلم يمكن أن يحدث ببساطة من خلال مراقبة تصرفات الآخرين، وهذا على خلاف ما تنص عليه نظريات التعلم السلوكي الأخرى التي تعتمد الخبرة كمصدر للتعلم. أي أن النظرية تفترض أن السلوك الاجتماعي يُكتسَب من خلال ملاحظة الآخرين وتقليدهم، وعلى هذا فالتعلم بالملاحظة له دور محوري في اكتساب مهارات وأفكار وسلوكيات جديدة.
ماهي مراحل التعلم الاجتماعي
1. الانتباه
الانتباه هو العنصر الأول وخطوة البداية في عملية التعلم الاجتماعي، إذ ينبغي أن يولي الشخص كامل انتباهه إلى نموذج معين يراد تقليده، يكون هذا النموذج مميزًا في شيء بحيث يلفت الانتباه، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا. على سبيل المثال، إذا أحس الشخص أن ثمة شيء غريب أو جديد، فسوف يوليه اهتمامًا أكبر من الاهتمام العادي ليكون قادرًا على معرفته
2. الحفظ
الحفظ هي المرحلة التالية لمرحلة الانتباه، فالمتعلم يجب أن يسجل السلوك المرصود ويحفظه في ذاكرته، بحيث يكون الراصد قادرًا على استحضار ما رآه وتكراره، وهذا يقتضي تمتع الراصد بذاكرة قوية تساعده على تخزين هذه المعرفة الجديدة من أجل استرجاع الأحداث عند الحاجة ووضعها موضع التنفيذ.
3. القدرة على الإنتاج
القدرة على الإنتاج هي المرحلة الثالثة، فبعد الانتباه للنموذج المرئي وحفظ وتخزين المعلومات المرصودة يحين وقت التطبيق، ولكن لا بد من أن يتمتع الراصد بالقدرة على تطبيق الفعل في أرض الواقع وإدخاله حيز التنفيذ.
4. وجود الدافع للأداء
يجب أن يكون عنده حافز يدفعه إلى تقليد ما تعلمه. لاحظ أن الدافع يتأثر بالثواب والعقاب، وبما أن الشروط الأربعة قد تختلف بين الناس فإن السلوك الواحد قد يختلف حين يدخل حيز التنفيذ.
التطبيق العملي لنظرية التعلم الاجتماعي لباندورا:
يُنصح الأهل بأن يكونوا قدوة في سلوكهم، حيث يمكنهم من خلال السلوكيات الإيجابية مثل التعاون والاحترام، أن يزرعوا قيمًا قوية في شخصية الطفل. كما يمكن للأهل تشجيع الأطفال على ملاحظة سلوكيات معينة، مثل كيفية التعامل مع المواقف الاجتماعية، ومن ثم مكافأة السلوكيات الجيدة.