تبرز الجلسة التعليمية المتكاملة كنهج مبتكر في تصميم الخبرات التعليمية، حيث تتجاوز الأساليب التقليدية التي تركز غالبًا على الجانب المعرفي فقط. هذه الجلسة تمثل نقلة نوعية في كيفية تفاعل الأطفال مع عملية التعلم، فهي تدمج ببراعة بين الأنشطة التعليمية الحركية التي تطلق طاقاتهم الجسدية، وتعميق مهارات التفكير الناقد للأطفال التي تشحذ عقولهم، ولحظات التأمل في الصف الدراسي التي تغذي أرواحهم وتعزز وعيهم الذاتي. من خلال هذا التكامل الفريد، تخلق الجلسة التعليمية المتكاملة بيئة تعليمية محفزة وشاملة، تشجع الطفل على التعلم بعمق وبهدوء، وتؤسس لنمو متوازن ومتكامل. إنها ليست مجرد مجموعة من الأنشطة المنفصلة، بل هي رحلة تعليمية مصممة بعناية لتلبية احتياجات الطفل المتعددة، وتعزيز قدرته على الازدهار في عالم مليء بالتحديات والفرص.
✨ “نموذج التعليم الفعّال يبدأ بجلسة تُخاطب العقل والجسم معًا.”
مكونات الجلسة التعليمية المتكاملة
1. نشاط حركي تحفيزي
يعزز المشاركة، ويُشرك الطفل في جو من الحماس، مثل:يمثل الشعلة التي تضيء شرارة التعلم. هذه الأنشطة، التي تعتبر من أساسيات استراتيجيات التعلم النشط للأطفال، تتضمن مجموعة متنوعة من الأساليب الممتعة والجذابة مثل الألعاب التعليمية التي تحول المفاهيم المجردة إلى تجارب ملموسة، والتمثيل الذي يتيح للأطفال تجسيد الأدوار وفهم السيناريوهات المختلفة بطريقة تفاعلية، أو حتى التمارين الرياضية البسيطة التي تنشط الدورة الدموية وتزيد من تدفق الأكسجين إلى الدماغ. لا يقتصر دور هذه الأنشطة على كسر روتين الجلوس الثابت، بل هي تهيئ العقل والجسم للتعلم من خلال زيادة الانتباه والتركيز، وتحفيز الحواس، وإطلاق الطاقة الزائدة بطريقة بناءة. إن دمج الحركة في العملية التعليمية يجعل التعلم أكثر متعة ورسوخًا في الذاكرة.
2. نشاط تفكيري معرفي
يعتمد على استراتيجيات التعلم النشط للأطفال مثل:
يمثل جوهر عملية التعلم العميق. يركز هذا المكون على تطوير مهارات التفكير العليا للأطفال، وهي القدرات التي تتجاوز مجرد الحفظ والاسترجاع. يتم تشجيع الأطفال على طرح الأسئلة التي تثير فضولهم وتدفعهم للاستكشاف، والتحليل الذي يمكنهم من تفكيك المعلومات وفهم العلاقات بين أجزائها، والتنبؤ الذي يعزز قدرتهم على استشراف النتائج بناءً على المعطيات المتاحة. يمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام أدوات متنوعة مثل الرسومات التحليلية التي تساعد في تنظيم الأفكار وتصورها بصريًا، والمناقشات الجماعية التي تشجع على تبادل الآراء ووجهات النظر المختلفة، أو ألعاب حل المشكلات التي تتطلب تطبيق المعرفة بطرق إبداعية ومنطقية. هذه الأنشطة لا تنمي فقط القدرات العقلية، بل تعزز أيضًا الثقة بالنفس والقدرة على التعبير عن الذات بوضوح.
3. تمرين تهدئة أو تأمل
يمثل اللحظة الهادئة التي ترسخ التعلم وتعزز الرفاهية العاطفية. في نهاية الجلسة، يتم تطبيق تقنيات تهدف إلى تحقيق الهدوء الذهني في الصف وتنظيم الانفعالات عند الأطفال. يمكن أن تشمل هذه التقنيات التأمل الموجّه الذي يساعد الأطفال على التركيز على الحاضر وتهدئة أفكارهم المتسارعة، أو تمارين التنفس العميق التي تعمل على خفض مستويات التوتر والقلق، أو حتى جلسات تعبير فني هادئة مثل التلوين أو الرسم التي توفر منفذًا إبداعيًا للمشاعر والأفكار. تعتبر هذه المرحلة جزءًا لا يتجزأ من التعليم العاطفي والاجتماعي، حيث تساعد الأطفال على تطوير الوعي الذاتي، وإدارة عواطفهم، وبناء علاقات إيجابية مع الآخرين. إن تخصيص وقت للتأمل والهدوء يساهم في تعزيز التركيز طويل الأمد وتحسين القدرة على التعلم بشكل عام.
🧠 التعلم المستند إلى الدماغ يؤكد أهمية الدمج بين النشاط والاسترخاء لتعزيز التركيز والاحتفاظ بالمعلومة.
الجلسة التعليمية المتكاملة
فوائد المزج بين النشاط والتفكير والتأمل
زيادة استيعاب المفاهيم التعليمية
تحفيز الإبداع وحل المشكلات
تعزيز الصحة النفسية والتركيز
تلبية احتياجات التعلم المتنوعة
تحقيق أهداف المنهج بطريقة ممتعة ومتكاملة
نموذج تطبيقي لجلسة تعليمية متكاملة
الهدف: تعلّم مفهوم “دورة الماء” المرحلة: الصف الثاني الأساسي المدة: 45 دقيقة
المرحلة
النشاط
الوصف
التهيئة الحركية
لعبة تمثيل حالات الماء
يتخيل الأطفال أنفسهم كـ بخار ومطر وماء
النشاط التفكيري
رسم دورة الماء وتحليلها
الأطفال يرسمون ثم يشرحون الخطوات
التأمل والهدوء
تمرين تنفس ومراقبة قطرات ماء
يراقبون الماء في كوب شفاف به ثلج يذوب ببطء
هذه الجلسة تمثل مزيجًا بين التعلم النشط للأطفال والتأمل في الصف والتكامل بين العقل والجسد.
نصائح لتصميم جلسات تعليمية مناسبة لكل هدف ومرحلة
حدد أولًا الهدف التعليمي السلوكي بوضوح
اختر نشاطًا حركيًا مرتبطًا بالهدف
صمم سؤالًا محفّزًا للتفكير أو مشروعًا بسيطًا
اختم الجلسة بـ نشاط تأملي يساعد على الاستيعاب
استخدم وسائل تعليمية تفاعلية تدعم الأنشطة
الجلسة التعليمية المتكاملة
الأسئلة الشائعة
ما المقصود بجلسة تعليمية متكاملة؟
هي جلسة تعليمية تدمج بين النشاط البدني، التفكير المعرفي، والاسترخاء الذهني، مما يجعل الطفل في حالة تعلم نشط ومتوازن.
هل يمكن تطبيق هذا النموذج في المنزل؟
نعم، يمكن استخدامه في التعليم المنزلي من خلال تنظيم وقت الجلسة والأنشطة بما يتناسب مع قدرات الطفل.
ما الفرق بين الجلسة المتكاملة والحصة التقليدية؟
الحصة التقليدية تعتمد على التلقين، أما الجلسة المتكاملة فتشرك الطفل عقليًا وجسديًا وعاطفيًا.
شركة رائدة في تصميم وإنتاج المناهج التربوية ، تهدف إلى تصميم برامج لبناء الشخصية وتعزيز الهوية الوطنية بأساليب مبتكرة تجمع بين التأصيل العلمي والجانب التطبيقي