أهم مميزات العمل الجماعي عند الأطفال ودوره في بناء الشخصية طبقًا لنموذج CASEL

أهم مميزات العمل الجماعي عند الأطفال ودوره في بناء الشخصية طبقًا لنموذج CASEL:

العمل الجماعي ليس مجرد نشاط ترفيهي للأطفال، بل هو تجربة تربوية متكاملة تُمكّن الطفل من تنمية شخصيته الاجتماعية والعاطفية.
وعندما ننظر إليه من خلال نموذج CASEL العالمي للتعلم الاجتماعي العاطفي (SEL)، نكتشف أنه بيئة مثالية لتطبيق المهارات الخمس التي تُبنى عليها شخصية الطفل المتزنة والقائدة.

 

 أولًا: الوعي الذاتي – كيف يكتشف الطفل ذاته داخل الفريق؟

عندما يشارك الطفل في نشاط جماعي، يبدأ في اكتشاف نقاط قوته وضعفه فهو يدرك الدور الذي يؤديه، ويتعلّم كيف يعبّر عن أفكاره بوضوح أمام زملائه.

• يشعر بالفخر عند نجاحه في مهمة معينة.
• يتعلّم تقبّل الملاحظات والتعامل معها بثقة.
• يكتشف أن لكل طفل مهارة مختلفة تكمّل مهارات الآخرين.

–  ناتج التعلم:
يتطوّر لدى الطفل الوعي بذاته وقدراته، فيصبح أكثر توازنًا وثقة في التفاعل مع الآخرين.
– مهارة CASEL المرتبطة: الوعي الذاتي (Self-Awareness)

 ثانيًا: التنظيم الذاتي – كيف يضبط الطفل انفعالاته أثناء العمل الجماعي؟

العمل الجماعي بطبيعته يضع الطفل في مواقف تحتاج إلى الصبر، ضبط النفس، واحترام الدور.
قد يشعر بالإحباط أحيانًا إذا لم يُنفذ اقتراحه، أو إن تأخّر فريقه في تحقيق الهدف.
وهنا يتعلّم:

• الانتظار دون غضب.
• إدارة المشاعر السلبية بطرق إيجابية.
• المثابرة حتى إن واجه الفريق صعوبات.

 مثال تطبيقي:
في لعبة جماعية مثل “بناء البرج بالورق”، يتدرب الطفل على الهدوء والتركيز حتى لا يهدم ما بناه الآخرون.
 ناتج التعلم:
ينمّي الطفل قدرة عالية على التنظيم الذاتي، مما ينعكس على سلوكه داخل الصف والمنزل.
مهارة CASEL المرتبطة: التنظيم الذاتي (Self-Management)

 ثالثًا: الوعي الاجتماعي – كيف يفهم الطفل الآخرين ويتعاطف معهم؟

العمل الجماعي هو مختبر واقعي لتعلّم التعاطف والتفاهم.
فكل طفل يرى العالم من زاوية مختلفة، ويتعلّم احترام وجهات النظر الأخرى.

• يتفهّم مشاعر زملائه عند النجاح أو الفشل.
• يقدّر اختلاف القدرات بين الأصدقاء.
• يشعر بمسؤولية جماعية تجاه الفريق.

من خلال التلعيب Gamification يمكن تعزيز هذه القيمة؛ فمثلًا يحصل الطفل على “شارة التعاطف” عند مساعدة زميله أو دعمه في مهمة صعبة.
 ناتج التعلم:
يتكوّن لدى الطفل وعي اجتماعي إيجابي يجعله أكثر قبولًا للآخرين وأكثر قدرة على التعاون.
مهارة CASEL المرتبطة: الوعي الاجتماعي (Social Awareness)

رابعًا: مهارات بناء العلاقات – كيف يتعلم الطفل التواصل الفعّال والعمل من فريق؟

من خلال العمل الجماعي، يكتسب الطفل مهارات التواصل الفعال والتعاون، مثل:

• الاستماع الجيد قبل التحدث.
• تبادل الأدوار والمسؤوليات بعدل.
• استخدام لغة محترمة أثناء النقاش.
• تقديم الدعم والتشجيع للآخرين.

 هذه المواقف اليومية الصغيرة تنمّي في الطفل مهارات العلاقات الإنسانية التي لا تُكتسب من الكتب بل من الممارسة.

 ناتج التعلم:
يصبح الطفل أكثر قدرة على بناء علاقات إيجابية ومتوازنة داخل المدرسة وخارجها.

 مهارة CASEL المرتبطة: مهارات بناء العلاقات (Relationship Skills)

 

خامسًا: اتخاذ القرار المسؤول – كيف يتعلّم الطفل الاختيار والتفكير في العواقب؟

في كل نشاط جماعي، يواجه الأطفال قرارات صغيرة:
من يقود الفريق؟ أي فكرة نختار؟ كيف نحل المشكلة؟
هذه المواقف تدربهم على مهارات التفكير المنطقي وتحمل النتائج.

• يفرّق الطفل بين القرار الصائب والقرار المندفع.
• يتعلم أن النجاح مسؤولية جماعية.
• يبدأ في تقدير أثر أفعاله على الآخرين.

 ناتج التعلم:
ينشأ الطفل قادرًا على اتخاذ قرارات أخلاقية ومسؤولة في حياته اليومية.

 مهارة CASEL المرتبطة: اتخاذ القرار المسؤول (Responsible Decision-Making)

سادسًا: التلعيب كأداة لتعزيز مهارات CASEL في العمل الجماعي

التلعيب (Gamification) يجعل التعلم الاجتماعي والعاطفي تجربة ممتعة وسهلة التطبيق.
فعندما يُحوّل المعلم أو المربي أنشطة العمل الجماعي إلى تحديات، مستويات، ونقاط مكافأة، يصبح الطفل أكثر تحفيزًا للتعلّم والتفاعل.

أمثلة على تطبيق التلعيب:

•  وسام القائد المتعاون: للطفل الذي ينسّق بين زملائه.
•  نقاط القرار الذكي: للطفل الذي يختار حلولًا منطقية عند الخلاف.
•  شارة الدعم الاجتماعي: لمن يقدم المساعدة لزميله في الفريق.

هذه العناصر تحوّل القيم المجردة إلى سلوك حيّ ومتكرر، فينمو الطفل متوازنًا بين العقل والعاطفة.

سابعًا: أثر العمل الجماعي وفق نموذج CASEL على بناء الشخصية المتكاملة

عندما تتكامل مهارات CASEL الخمس داخل العمل الجماعي، يتكوّن لدى الطفل نموذج الشخصية المتكاملة:

جانب النمو	مهارة CASEL المحرّكة	ناتج في شخصية الطفل
الجانب الشخصي	الوعي الذاتي	الثقة بالنفس – معرفة القدرات
الجانب الانفعالي	التنظيم الذاتي	الهدوء – ضبط المشاعر
الجانب الاجتماعي	الوعي الاجتماعي	التعاطف – الاحترام
الجانب العلاقي	مهارات العلاقات	التعاون – الحوار – القيادة
الجانب الأخلاقي	اتخاذ القرار المسؤول	النزاهة – تحمل العواقب

إن العمل الجماعي هو تطبيق عملي حيّ لفلسفة نموذج CASEL، فهو لا يعلّم الأطفال المهارات فقط، بل يبني شخصياتهم من الداخل.
من خلال التفاعل، التعاون، والحوار، يتعلّم الطفل كيف يكون قائدًا متزنًا، مسؤولًا، ومتعاطفًا مع الآخرين.

 اكتشف حقائبنا التعليمية التي تنمّي التعاون وروح الفريق، وتدمج مهارات CASEL في أنشطة واقعية ممتعة تبني القيم والمهارات القيادية لدى الأطفال.